روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | يعايرني بخطيئتي معه.. هل أقتل نفسي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > يعايرني بخطيئتي معه.. هل أقتل نفسي؟


  يعايرني بخطيئتي معه.. هل أقتل نفسي؟
     عدد مرات المشاهدة: 3140        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.. أنا فتاة أعيش في أسرة متدينة، كنت أظن نفسي مثلهم متدينة إلا أن الأيام أثبتت لي أني عكس ذلك، أحببت شابًا قريبًا لي حبًا جنونيًا.

كنت مهووسة به ووضعت حياتي كلها تحت تصرفه،وتقدم لي وتمت قراءة الفاتحة واعترف لي بعلاقات جنسيه عديدة قام بها مع فتيات، ولكنه تاب ولم يعد يريد سوى الحلال برفقتي، ولكن بدل أن أغيره أنا حصل العكس وبدل أن أرفعه أنزلني لحضيض الشهوة.

شيئا فشيئا تطورت الأمور بيننا، وأصبحت علاقتنا شبيهة بعلاقة الأزواج من قُبل وأحضان وغيرها الكثير، حتى اكتشفت أنه يخونني هاتفيا مع فتاة أخرى.

حينها لم أفكر سوى بالانفصال وحقًا انفصلنا وبدأ يعايرني بما حدث بيننا ويشكك بأخلاقي ويقول إنه يريد فتاة نقية متدينة وكأني أنا المجنونة به والتي لم يلمسني سواه لست نقية!!!

شعرت أن خيانته وظلمه وإهانته لي عقاب من الله على تجاهلي له طوال فتره خطبتي، وتبت إلى الله توبة صادقة، بكيت بين يديه كثيرا، رجوته أن يسامحني وحمدته أن الأمر بيننا لم يتطور لمرحله لا ينفع بها الندم.

واعلم ان الله غفور رحيم ارحم علي من أمي، ودعوت الله كثيرا ليلة القدر ووالله الآن لا اسمح لاي حد أن يلمسني ولو كانت روحي معلقة به.

استشعرت عظمة ذنبي وقبحه وشناعته واني استحق عقاب الله لي، عشت ليال قاسيه جدا كنت اقضيها بالبكاء تارة على ذنبي وتارة على إهانته وخيانته لي وتارة على حبي الضائع! فانا حتى هذه اللحظة.

ورغم كل ظلمه لي لا زلت أشعر أن قلبي يحبه، ولكن هذا الشعور ليس مشكله بالنسبة إلي، فانا استطعت أن أتخطى حبي له وفراقنا واستطعت أن اقترب من الله رغم ذنوبي.

 إلا أني لم أسامح نفسي عما فعلت بحق أهلي خاصة إني أخطأت مع إنسان لا متعة له تضاهي متعة الشماتة بإنسان يظن نفسه أفضل منه.

أشفق على أبي الشيخ الملتحي وأشفق على إخوتي الذين معروفون بغيرتهم أشفق عليهم من نظرته لهم وسخريته بينه وبين نفسه منهم، أشفق على نفسي من نظرته واحتقاره لي وظنه أني أمثل حين عدت للدين.

ومشكلتي الأكبر والتي تقف حاجزًا أمامي وأمام نسياني ما فعلت هو خوفي من أن يفضحني.

فهو ليس بذاك الإنسان الذي يستر ما يعلم من عيوب بل على العكس كثيرًا ما تحدث أمامي عن فتيات وحتى عن امرأة متزوجة سترها الله وهو فضحها أمامي.

وأيضًا هو يحدث أمه بكل شيء وأمه معروفة بنميمتها واغتيابها للناس، وله أخت سيئة السمعة تزوجت وأبي يرفض مصالحتها وإن كانت أمه قد عرفت بالطبع ستعاير أبي أن رفض وستنقل هذا الخبر بين أقاربنا لتقول

ان ابنته ليست أفضل،وأيضًا هو حين يغضب يقول ما لا يعي فهو مره تشاجر مع أمه فوصفها بالساقطة أمامي وبدا يتحدث عن ماض أسود لها فإنسان عجز عن ستر أمه هل سيستطيع ستري أنا؟؟ لست واثقة منه أبدًا.

بل على العكس أتخيله كثيرًا يتشاجر مع إخوتي فيعايرهم بما كان بيننا، حتى أني أذكر انه في اليوم الأول لقراءة الفاتحه حلم أخي أنه قام بقتله واتخيل ان هذا الحلم تفسيره بما سيحصل حقا، أتخيله.

وقد تشاجر مع أبي خاصه ان طباعهم مختلفة كثيرا، او أني خطبت او وصله على لساني كلام سيء عنه فيفضحني والله لست خائفة على نفسي بل على أبي وإخوتي ونظرتهم لي وانكسارهم أمام حقير مغرور مثل هذا.

لا أعلم أين كان عقلي حين أخطأت،أنا نادمة جدًا وأعض أصابعي ندمًا، والخوف يسيطر على حياتي كلها، فهو من أسرة مفككة وذات سمعه سيئة وهم يحبون دائمًا أن يظهروا أن غيرهم ليسو بأفضل منهم وإن كان تحدث لأمه أو سيتحدث بما حصل بيننا فوالله مصيبة، بت أشعر برغبة في الموت،أكره نفسي،أتوقع كل يوم أن يعلم أبي او إخوتي بما كان وتحصل كارثة

 أنا خائفة جدا، أبي طوال عمره يعمل من اجل إصلاح سمعة العائلة ومعروف انه المتدين وان بناته المحترمات يا الله كيف سأكسره إن علم احد بما كان، إلا يكفي خنت ثقته وكسرته دون علمه؟ والله إني أموت.

والله أتمنى أن انتحر أو افقد ذاكرتي،حياتي كلها سوداء، أهملت دراستي وصحتي،محطمه جدًا، يائسة أكثر مما تتصورون،أشعر أني حقيره،أصبحت شبه متأكدة أن أمري سيفضح وكأني في انتظار المصيبة،والله أموت...

سترني الله وانا اعصيه هل سيفضحني الآن بعد أن تبت؟ خاصة أني اعرف قصة امرأة أخطأت ولكنها تابت وتزوجت ولكن أمرها فضح بعد 15 عاما رغم توبتها، خائفة جدا وأتمنى الموت من كل قلبي.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،ما هذا الذي فعلته بنفسك؟ رغم أن الكلام لم يعد يفيد بعد ما وقعت في شراك هذا الشخص المريض نفسيًا الممتليء بامراض شتي فوضي أمرك إلي الله واعتصمي به واطلبي أن يحميكِ من شره، وأن يجنبك موبقاته ومساوئه، واعلمي أن مثله واقع في شر أعماله لا محالة فهو من المجاهرين الذين سترهم الله ولكنه يفضح نفسه.

فلا تخشي شيئًا لكن ندمك في محله من المؤكد لأنك بالفعل صديقتي أخطأت في حق نفسك خطأ فادح تدفعين ثمنه الآن من دمك وأعصابك وراحة ضميرك، مقابل لحظات من المتعة الشيطانية تبعتها أيام وليالي وشهور عصيبة من الخوف والذعر من أن يفتضح أمرك لا قدر الله، نسال الله أن يعافيكِ وأهلك وأن يلبس الجميع لباس الستر، ولا يفضح أحدًا أبدًا.

لن أعاتبك كثيرًا فقد عاتبت نفسك بما يكفي، فيكفيك ما أنت فيه فمأ أنت فيه الىن غني عن النصح والإرشاد وتوجيه بقدر ما أنت بحاجة إلي الاطمئنان والشعور بالأمان ولن يحدث ذلك إلا بمعجزة إلهية تحول بينك وبين هذا الشاب سامحه الله وعفا عنه.

فاطلبي من الله باستمرار أن يعيد إلي نفسك الثقة والأمن وان يمن عليك بنعمة الستر فَبِشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (18)

أرجو أن تكوني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه فتنالك البشري التي بشر الله لها عباده، أنت أخطأت حقًا وندمت ندمًا صادقًا جدًا، ونصرت الله رغم أنك أخطأت سابقًا، لكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فقد تبت والله يعلم بصدق نيتك ويعلم أيضًا بضعفك واحتياجك لستره.

فلم أعرف شخصًا لجأ إلي الله ورفع إليه يدًا خاشعة وقلبًا متضرعًا ورده خائبًا، أنت الآن ليس لك إلا الله ملجأ ونصير فلا تحدثي أحدًا مهما كان بسرك ويكفيك ما أنت فيه، فليس لك الآن سوي الله لا نصير لك.

أما هذا الشخص فحسابه عند ربه سيكون عسيرًا وفي الدنيا قبل الآخرة، إنه لم يسعي جاهدًا إلي التوبة لأن ذنوبه كبيرة وعظيمة فهو من يتتبع عورات الناس ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عوراته وفضحه ولو في عقر داره، وقاك الله شره وشر أمثاله ممن لا يتورعون عن إيذاء الناس وفضحهم.

مثلما أعانك الله وابتعدت في الوقت المناسب حتى وإن كنت قد أخطأت سابقًا، وإن كنت أري أن وجود هذا الشخص وحده جريمة ومجرد مجيئه إلي الحياة جريمة يحاسب عليها أبويه فمثل هذا النوع من الناس الذي لا يتورع عن إيذاء الآخرين يكون البعد عنه وحده نعمة من الله، فاطلبي من الله أن يبعده عنك ما حييت.

وقولي دائمًا " إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت؟، إلهي إن لم أدعك فستجب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب؟ وإن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؟ وإن لم أتضرع إليك فتنجيني فمن ذا الذي أتضرع إليه فينجيني؟ إلهي وكما فلقت البحر لموسى فنجيته من الغرق فصلّ اللهم على محمد وعلى آل محمد ونجني مما أنا فيه من كرب بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.

اقرئيه مائة مرة بعد صلاة ركعتين في ثلث الليل الأخير، وانظري كيف سيفرج الله همك وكربك ويرزقك بالراحة والطمأنينة ويجعل لك بعد الضيق فرجًا ومن الهم مخرجًا.

ولن أوصيكِ بالابتعاد عن هذا الشخص تمامًا وقدر ما استطعت فلا ترضخي لتهديده ووعيده ولا تأبهي به، لأنه أجبن من أن ينال منك.

يومًا ما ستمر هذه الأزمة العاصفة من حياتك بأمر الله وستهدأ الأمور وتستقر الحياة من حولك ويعود لك الاطمئنان والسكينة لكن لأنك الآن في حالة ضعف نفسي شديد فأنت عاجزة عن اتخاذا أي قرار سليم وأقرب ما تفكرين فيه هو الموت وذلك لأنك تشعرين بالضعف أمام مشكلتك الكبيرة التي تتصورينها كالطوفان القادم نحوك ليغرقك وعائلتك وأنت عاجزة عن التصرف تراقبين قدومه وتشعرين بالعجز.

لكن الأمل بالله يجب أن يكون ملاذك والاعتصام به يجب أن يكون طوق النجاة الذي تتمسكين به ومع هذا يجب أن تكوني هادئة حكيمة في تصرفك وردة أفعالك، لأن ضعف مقاومتك قد يجعلك تنهارين بلا سبب وتهدمين كل شيء وتقصين علي أسرتك ما قد جري بينك وبين هذا الشاب ولا تدرين وقتها ما يكون ردهم.

فكوني قوية في مواجهة العاصفة ولا بأس من الانحناء أمامها إلي أن تمر بسلام، بعدها ستكونين قادرة علي إعادة ترتيب حياتك وفق ما يترائي لك ووفق ما علمتك تلك التجربة القاسية والمريرة.

وهي لا شك تجربة مرة لكنها ستعلمك الكثير وستجعلك قادرة علي مواجهة الحياة وأنت تعلمين جيدًا أن الحق أحق أن يتبع، والحق أننا لا نتعلم دروس الحياة بالمجان لكنها تأخذ منا الكثير مقابل هذا العلم.

والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فتعلمي ألا تلدغي من هذا الشخص أو من مثله مرة أخري.أسال الله أن ينعم عليك وعلي الجميع بنعمة الستر وراحة البال وأن يجنبك وكل البنات سوء العاقبة.

الكاتب: عواطف عبدالحميد

المصدر: موقع محيط